ثمّة صور… ما تتعداش هكّاكا. صور، كي تشوفها، تتمّسمر في تاريخ صورة وحدة، تغيّر مصير. تغيّر نظرة. تغيّر العالم.

ثمّة صور… ما تتعداش هكّاكا.
صور، كي تشوفها، تتمّسمر في التاريخ.
صورة وحدة، تغيّر مصير. تغيّر نظرة. تغيّر العالم.

ضربة بليمين… ملاكم يسقط…
و موش الآلاف اللي يتفرّجوا؟
الجمهور ما شافوش شيء.
لكن الكاميرا… شافت.
وثّقت لحظة…
لحظة فاتت عينين الناس، لي كانو مهمش لاهين بلي يهم،
لكن ما فاتتش المصوّر الصغير.
الصورة اللي خلّدت الأعظم.

مرحبا بيكم في « صورة – حكاية »، مع حسام بنصر.
حكايات من قلب اللحظة… ومن عدسة ما ترحمش.

اليوم باش نرجعو مع بعضنا لنهار ما يتنساش.
نهار 25 ماي 1965
في قاعة رياضية صغيرة، اسمها St. Dominic’s Arena،
في مدينة صغيرة، اسمها لويستون – شمال بوسطن بـ140 كيلومتر.

الجمهور؟ 2434 متفرّج فقط.
أقل عدد جمهور حضر نهائي عالمي في تاريخ الملاكمة.

لكن رغم الفراغ في المدارج…
الدنيا الكلها كانت تترقّب.

محمد علي ضد سوني ليستون
الجولة الثانية.

علي، ما عادش كاسيوس كلاي.
علي اليوم… مسلم، أسود البشرة، متحدّي… وما يخاف من حدّ.
والناس الكلّ تستنّى الضربة القاضية.

لكنها… جات بكري. أسرع من التصوّر.

المذيع (بصوت نابض بالإثارة):
ضربة وحدة!
يمين مباغتة من محمد علي.
ليستون يطيح…
ويبقى يتقلّب على الأرض.

الحكم يتلخبط…
ويرجع يوقف القتال بعد دقيقتين و12 ثانية.

الناس تصيح:
« شنوّة صار؟ »
« ما شفنا شيء! »
« مسرحية؟ مبيوعة؟ تمثيلية؟ »

لكن، في اللحظة هذيك…
كان ثمّة شاب صغير، عمرو 22 عام، اسمو Neil Leifer.
واقف بكاميرا Rolleiflex
وعينيه على علي.

كليك. صورة وحدة.
وقتها الوقت بدا يحسب.

محمد علي واقف فوق ليستون،
ويصح عليه، ويهدّد فيه، ويشعل بالانتصار.

الصورة هذي؟
ما كانتش مجرّد صورة ملاكمة.
كانت أيقونة.
قوّة.
حلم.
تمرد.

نظرة شاب أسود، واقف فوق خصمو،
يقول للعالم:
« أنا موجود. أنا هنا. وأنا البطل. »

أما الناس؟
الناس ما سكتتش.

الشارع قال:
« ليستون كان خاسر الماتش من قبل ما يطلع الرينغ! »
« مرهون مع المافيا؟ »
« الماتش مبيوع؟ »

لكن الحقيقة، حسب الصحفي Tex Maule والمحلل Lou Eisen،
أبسط من كلّ هذا:
الضربة كانت حقيقية.
كانت دقيقة، وفي توقيت مثالي.

محمد علي كان مختلف.
خفيف، ذكي، وفي وقتو.

الصورة؟
اللي خذات غلاف Sports Illustrated في 7 جوان 1965،
كانت من تصوير George Silk.
تصويرة مزيانة.

لكن الصورة اللي خَلَّدَت كل شيء؟
اللي صارت رمز؟
كانت صورة Neil Leifer.

محمد علي، فوق ليستون،
وتحتو، التاريخ يتبدّل.

ما عادش مجرّد نزال.
ولا مجرّد ضربة.
ولا مجرّد انتصار.

كانت صورة تقول:
« أنا الأعظم. أنا هنا. واللحظة هذي… متاعي. »

وقتها… ما طاحش ليستون برك.
طاح معاه الفكر القديم.
العنصرية.
الشكّ في قيمة الإنسان الأسود.

ومن وسط الصياح، ومن وسط الفلاشات…
تولدت أسطورة.
أسطورة اسمها:
محمد علي.

Quitter la version mobile