الشاشية التونسية… ماهيش مجرد قطعة تتحط فوق الرأس. هي قطعة من الذاكرة، حكاية منسوجة بالصوف… ومطرّزة بالتاريخ. من شوارع القيروان للمدينة العتيقة، لسوق الشواشية تحديداً… كل شاشية تبدأ بخيوط بيضاء… تتحوّل في الأيادي السحرية لحرفيين، لشكل أحمر، أنيق، ملكي.
يحكيولنا إنو الشاشية جات من الأندلس، مشى بيها الجد، واليوم، نشوفها في حفلات الأعراس، وفي المولد زادة، يلبسها لمطهر ويحطولو فيها لفلوس قبل ما تكسر ALGOLA .
زمان، كانت الشاشية تلبّس الناس من مالي لإسطنبول، يلبسها السلطان، الوزير، وحتى الخديوي… وما كانتش أي شاشية، كانت تونسية. فيها كبرياء، فيها أصالة، فيها شرف الصنعة… وحكاية كل حرفة، تبدأ بـ “كبوس”، تمشي تغتسل، تترقّى بالكرضون… باش في الآخر… تولي تاج على راس تونسي، يمشي مرفوع الرأس.
واليوم؟ حتى كي تغيّرت الأذواق، مزلة الشاشية واقفة، شامخة، تقول: « أنا ما نسيتش أصلي… » الشاشية مش غطاء راس… هي غطاء روح. تراث يتنفّس في الأسواق، ويحكي في صمت… عن حضارة اسمها: تونس