أعلن المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة، محمد المهدي الحلوي، عن انطلاق الإعداد لبرنامج وطني متكامل للاحتفال بتتويج تونس عاصمةً للسياحة العربية لسنة 2027، معتبرًا أن هذا التتويج يُعد ثمرة مسار ترويجي وتخطيطي متواصل يهدف إلى تعزيز مكانة تونس على الخارطة السياحية العربية والدولية.
وأوضح الحلوي، في تصريح إعلامي، أنّ البرنامج الخاص بـ « تونس عاصمة السياحة العربية 2027 » سيبدأ التحضير له رسميًا خلال الفترة القادمة، مع فتح المجال أمام مختلف الآراء والمقترحات من المهنيين والفاعلين في القطاع، مؤكدًا أنّ الديوان منفتح على كلّ الأفكار الجدية والعملية الكفيلة بإنجاح هذا الحدث الوطني.
« تونس ليك ».. رافعة للسياحة الداخلية
وفي السياق ذاته، أبرز المدير العام للديوان الوطني للسياحة أهمية برنامج « تونس ليك » باعتباره برنامجًا ترويجيًا موجّهًا أساسًا إلى السياحة الداخلية، ويهدف إلى التعريف بمختلف مناطق الجمهورية، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، عبر إبراز خصوصياتها الثقافية والطبيعية.
وأشار الحلوي إلى أنّ هذا البرنامج يُمثل تتويجًا لعمل ترويجي متواصل منذ سنوات، تم خلاله اعتماد مقاربة فنية وثقافية مبتكرة من خلال إشراك فنانين تونسيين معروفين من مختلف الجهات، لتقديم صورة متميزة عن الوجهة السياحية التونسية تعكس عمق الهوية الوطنية وثراء الموروث الثقافي، مؤكدًا أنّ الفن من أنجع وسائل الترويج السياحي.
مؤشرات إيجابية وحركية سياحية نشيطة
وبخصوص المؤشرات السياحية، شدد الحلوي على أن الوزارة لا تركّز فقط على الأرقام، رغم تجاوز تونس عتبة 11 مليون سائح لأول مرة قبل نهاية السنة، مع تسجيل نسب حجوزات مرتفعة خلال العطلة الشتوية ورأس السنة الميلادية، بلغت في بعض المناطق السياحية بين 80 و90 بالمائة، خاصة في الحمامات وجربة والساحل والجنوب التونسي.
كما أشار إلى تسجيل حركية ملحوظة للسياحة العائلية والرياضية والصحراوية، مدعومة بإعادة فتح عدد من النزل في بعض الجهات، وهو ما يعكس عودة الثقة في الوجهة التونسية وتحسّن نسق النشاط السياحي.
وأكد في هذا الإطار أن الاستعدادات متواصلة على المستوى الجهوي، مع تعزيز المراقبة والمتابعة لضمان جودة الخدمات السياحية واحترام المعايير المعتمدة، بما يليق بصورة السياحة التونسية.
من جهته، أكد والي تونس عماد بوخريص أن العاصمة تزخر بمخزون سياحي هام يشمل المدينة العتيقة، ومتحف باردو، وسيدي بوسعيد، وقرطاج، مشددًا على الدور المحوري للسياحة الداخلية في تنشيط القطاع.
وأوضح أن السلطات الجهوية تعمل على تحسين جاذبية المدينة والارتقاء بالمحيط العمراني، بما يساهم في تحسين صورة العاصمة داخليًا وخارجيًا، مجددًا التزام ولاية تونس بالتنسيق مع مختلف المتدخلين لإنجاح برنامج «تونس عاصمة السياحة العربية 2027».
« تونس ليك » بالأرقام
وتُعد « تونس ليك » مبادرة أطلقها الديوان الوطني التونسي للسياحة تحت إشراف وزارة السياحة، بهدف الترويج للسياحة الداخلية والتعريف بمختلف الوجهات السياحية في كامل تراب الجمهورية. وتعتمد الحملة أساسًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم اقتراح وجهة جديدة كلّ أسبوع وفق الموسم السياحي، وترتكز هويتها على أربعة أقطاب كبرى: الأرض، البحر، الغير، والصحراء.
ومنذ انطلاق الحملة في 17 ديسمبر 2021، تم تحقيق نتائج هامة من بينها:
-
أكثر من 170 وجهة تم تقديمها أسبوعيًا
-
أكثر من 300 صورة منشورة
-
إنتاج أكثر من 500 فيديو
-
وصول الحملات إلى أكثر من 100 مليون شخص
-
استقطاب نحو 355 ألف متابع على منصات التواصل الاجتماعي
ويُنتظر أن تشكّل هذه الحملة قاعدة صلبة لإنجاح احتفالات تونس عاصمة للسياحة العربية 2027، وتعزيز موقع السياحة الداخلية كرافد أساسي للتنمية المستدامة.
