راهو نَفَس، مش جريمة.

في نهار 23 جانفي 1846،
أصدر أحمد باي الأوّل مرسوم رسمي ينهـي فيه الرقّ في تونس.
وبالقرار هذا، تونس تولّي أول بلد في العالم يلغـي العبودية بطريقة قانونية.

أي ‎نعم، قبل فرنسا،
قبل إنجلترا،
قبل حتى الولايات المتحدة الأمريكية
اللي في وقت كانت فيه العبودية جزء من « النظام الطبيعي »،

‎تونس اختارت تكون مختلفة،
اختارت تكون إنسانية.

‎في أميركا، التعديل الثالث عشر جا عام 1865،
يعني بعد تونس بـ19 سنة.
اللي هوى 19 جوان –
اليوم اللي أعلنوا فيه رسمياً نهاية العبودية في تكساس
و ولا نهار عيد في أمريكا،
وكانت آخر ولاية تلتحق بالقرار.

‎تونس سبقت، تونس وعَت بكري.
فهمنا بكري إنو كرامة الإنسان ما تتجزأش من حياتو.

‎لكن، في نهار 25 ماي 2020،
في مينيابوليس – الولايات المتحدة،
كاميرا تليفون، تصوير بسيط،
8 دقايق و46 ثانية،
تفضح نظام كامل.

‎نشوف جورج فلويد، راجل أسود،
شرطي حاطط ركبتو على رقبتو،
وجورج يقول بصوت مخنوق:
« I can’t breathe… ما نجمش نتنفّس… »

‎هاذي ما كانتش جملة،
كانت نداء استغاثة من غير نجدة،
كانت صرخة جيل كامل،
جيل تعب من العنصرية،
من الظلم،
من قانون ما يحميش الكلّ.

‎الصورة؟
راجل طايح،
شرطي فوقو أبيض ألون،
شعب يتفرّج…
منهم ألي يصور، ومنهم لي يقول:
« خليه يتنفّس… »

‎الصورة ما كانتش « خبر »…
كانت ضمير عالمي يستفيق.
من أميركا لتونس،
من باريس لكينيا،
الناس خرجت للشارع، تهتف:
« Black Lives Matter – حياة السود تهمّ. »

‎جورج فلويد؟
ما كانش نجم،
ما كانش سياسي.
كان راجل بسيط،
أما مات موت استثنائي،
خلّى صورتو رمز للمظلومين،
وصوت لمن لا صوت له.

‎في تونس، من القرن 19،
كان عنا قادة شافوا بعيد،
فهموا إنو الحرية مش رفاهية،
بل حق.
فضّلوا الإنسان على النظام،
والكرامة على الاستغلال.

الناس اللي تقول:
« دولة عنصرية وتضطهد في المهاجرين من جنوب الصحراء »،
راي تونس سباقة في الحريات.

ودول ألي نصّبت روحها « حامية لحقوق الإنسان »،
هي من أكثر الدول ألي تنتهك حقوق الآخر.

نحكيو أساس ألون:

  • أسود / أبيض

  • الدين: مسلم = معناها تكفيري، إرهابي

  • الجنسية: عربي = معناها متأخر، متخلف

وأقوى دليل؟
في الـDNA متاع توانسة،
وفي جمهور الترجي،
اللي تونسي الجنسية، ويحمل عدة ألوان في هويتو،
وكان سابق، ورفع علم فلسطين في مدرجات ملعب LINCOLN.

🎞️ الأفلام:

Django Unchained – ديجانغو الطليق (2012)
🔑 الرسالة الأساسية:
« الانتقام ليس عدلاً… لكن استرجاع الكرامة الإنسانية هو العدل الحقيقي. »

12 Years a Slave – 12 سنة عبودية (2013)
⛓️ الرسالة الأساسية:
« العبودية ما هيش مجرد تاريخ… هي جرح، ونجاتك منها بيدك تعتبر مقاومة في حد ذاتها. »

Harriet – هارييت (2019)
🌾 الرسالة الأساسية:
« الحرية موش حكر على الشجعان…
الحرية حقّ لكل روح خلقها ربي،
وصوت واحد قادر يحرّر مئات. »

الحرية ما تتعطاش…
الحرية تُنتزع،
تُدافع عليها،
وتتدفع على خاطرها أثمان باهظة.

Quitter la version mobile