نيك أوت، الذي فازت صورته الحائزة على جائزة بوليتزر عام 1972
لطفلة في التاسعة من عمرها تهرب عارية من هجوم بالنابالم أثناء حرب فيتنام،
وقد تم التصويت على أقوى صورة إخبارية في الخمسين سنة الماضية
في استطلاع أجرته صحيفة ديلي ميل.
أقوى الصور الإخبارية على الإطلاق:
صورة مؤثرة لطفلة فيتنامية تركض عارية من هجوم بالنابالم تتصدر قائمة الصور التي غيرت العالم.
ما كانتش مجرّد لحظة مجمّدة في الزمن.
كانت صدمة… كانت صرخة…
وكانت الشرارة اللي بدّلت مجرى حرب كاملة، في ڤييتنام.
« The Terror of War » – أو « Napalm Girl ».
تصويرة خذاها الصحفي الفوتوغرافي Nick Ut سنة 1972،
وهو يخدم مع وكالة Associated Press.
Nick ما كانش غريب على الحرب…
خوه مات والكاميرا في يده.
Nick بدأ من المخابر، ومن بعد شد الكاميرا، ودخل الحرب.
الكاميرا:
Leica M2 – اليوم، الكاميرا موجودة في متحف واشنطن،
تحكي بالصمت على بشاعة لحظة.
ترانغ بانغ، قرية صغيرة في ڤييتنام.
نهار 8 جوان، الحرب كانت تعصف بكل شي…
بين جيش الشمال والجنوب، المدنيين كانوا بين المطرقة والسندان.
طيارة تضرب بالنابالم، سلاح يحرق الجلد والهواء…
لكن القصف يغلط… ويضرب نساء وصغار يهربوا من الجامع اللي كانوا مختبئين فيه.
بينهم طفلة، عمرها 9 سنين، Kim Phúc.
تجري عريانة، جلدها يتحرق، وهي تقول: « حار… حار… »
نيك يوثق الحقيقة، ويهبط سلاح، ويشربها شربة ماء، ويهزها للسبيطار.
قالولو: « باش تموت، الحروق تغطي 30% من بدنها. »
لكنه، دار بيها… حتى وصلها لمستشفى أمريكي، ونجّاها.
الصورة، فيها طفلة تهرب من الجحيم، خرجت للعالم…
رغم قوانين منع صور العري.
خرجت لأن الصدمة كانت أقوى من الرقابة.
صورة دخلت كل دار… وبدّلت نظرة الناس للحرب.
حتى الرئيس Nixon شكّك فيها…
قال: « يمكن الطفلة تحرقت بزيت، مش نابالم. »
لكن Nick جاوبه: « التصويرة حقيقية… كيما الحرب كانت حقيقية. »
الصورة الأصلية كانت تظهر فيها زادة جندي، David Burnett، يبدّل في الفيلم.
لكن قصّوها… باش تبقى الطفلة، وحدها في الجحيم.
ناس برشة قالت: « قصّيتو الواقع باش الصورة توجع أكثر؟ »
لكن الحقيقة، حتى بلا الجندي، كانت تصيح.
Nick قال:
كرهت الحرب.
خويا قالّي: إن شاء الله تاخذ صورة توقّف الحرب.
ونهار 8 جوان، صارت:
-
بوليتزر
-
Leica Hall of Fame
-
World Press Photo
لكن التوثيق كان أهم من الجوائز…
الصورة خلت العالم يرجع يفكّر.
Kim Phúc نجّت، وكبرت، وقابلت Nick بعد الحرب.
وقالتلو: « أنا عايشة… والصورة كانت السبب. »
لكن الحكاية ما وقفتش هنا…
بعد مدة، جون بلومر، ضابط أمريكي، قال:
« أنا شاركت في التخطيط للقصف،
ما كنتش في الميدان، لكن صوتي كان في القرار. »
قدّام الناس، وقف وقال: « أنا نعتذر. »
كيم وقفت وقالت: « أنا نسامحك. »
لحظة سامحت فيها الضحيّة… جلادها.
صمتت فيها الحرب… وعلت كرامة الإنسان.
لكن، شوف اليوم… غزة.
صور كيما Kim Phúc تتعاود كل يوم، كل ساعة، كل دقيقة.
لكن ما فمّاش لا اعتذار، لا ندم، لا دمعة تهبط.
وكاين نار، وقصف، وركام، وجثث أطفال تحت الأنقاض.
غزة تنهار كل يوم، والعالم يتفرّج.
ما فمّاش Nick Ut، ما فمّاش Pulitzer،
ما فمّاش « سامحني »، ولا حتى فرصة باش نداوي الجروح.
التصويرة اللي وقّفت حرب في ڤييتنام…
اليوم، في غزة، الصورة تتعدى… وتموت معاها الضحية.
لا اعتذار… لا غفران… لا إنسانية.
شنوة تنجّم تعمل صورة؟
وقت اللي العالم يسكت…
والموت يتعاود…
هل مازلنا نمنو أنو الصورة تنجم توقف حرب؟
ولا ولات الصورة…
تذكير بأنو الإنسانية، ماتت قبل الضحية.
أما لا…
الإنسانية ما ماتتش.
خرجوا توانسة…
من شارع بورقيبة في تونس،
لواشنطن، لبرلين،
خرجوا رجال، ونساء، صغار، وكبار،
بأعلامهم، بصوتهم العالي:
فلسطين… قضية ما تموتش.
فلسطين هي العزة، هي الشهامة، هي الكرم.
قافلة الصمود تحركت،
ما وقّفها لا فقر، لا خصاصة، لا حدود.
وسبقهم رئيس الدولة قيس سعيّد،
وقال: « سنبادر… حتى وإن كنا في خصاصة. »
واتعلّقت علامة فلسطين،
مش في البالونات ولا في الخلفيات،
لكن في القلوب، وفي الشوارع.
الصورة ما زالت تقاوم.
الصورة ما زالت تحكي…
وإحنا ما زلنا نجاوبوها.
مازلنا هنا… ومازلنا بشر.
والأمل، ما يتقصش.