National

المؤتمر الوطني الثالث لجراحة السمنة والأمراض الأيضيّة: « السمنة مرض خطير وليس نمط حياة »

تحتضن تونس العاصمة بداية من يوم أمس الجمعة 26 افريل الجاري وعلى امتداد يومين المؤتمر الوطني الثالث لجراحة السمنة والأمراض الأيضيّة الذي تنظمه الجمعية التونسية للجراحة الأیضیة والبدانة تحت إشراف وزير الصحة العمومية وبحضور ما يقارب 200 مشارك من بینهم مختصون في مجال جراحة السمنة من الجزائر، لیبیا، فرنسا، رومانیا، ايطاليا، مالي، بوركينا فاسو، الكاميرون، كينيا، السينغال.
اعتبر الطبيب المنسق بمركز جراحات السمنة والسكري بتونس وعضو المكتب التنفيذي للجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة بشير بالراضية أن السمنة هي آفة تفشت في العالم أجمع حيث يبلغ عدد المصابين بها أكثر من 2.5 مليار مريض يتعايش مع السمنة وزيادة الوزن.
ويتضمن برنامج المؤتمر كل ماهو جدید في جراحة البدانة وفي مختلف التقنیات المتعددة من تكمیم المعدة وتحویل المسار وغیرها من التقنیات الحدیثة والمتطورة وأیضاً الأخذ بخبرات المختصین في كیفیة التعامل مع المضاعفات الجراحیة والتي قد تطرأ أثناء أو بعد الجراحة.
كما سیتم التطرق الى الجراحات التصحيحية، ولأول مرة الى عرض مختلف التجارب في البلدان الافريقية في مجال تطوير مجال جراحة السمنة والاستئناس أيضاً ببعض التجارب الأوروبية مثل التجربة الإيطالية وأيضاً ستتطرق أشغال المؤتمر الى كیفیة تطویر المسلك العلاجي الذكي للمریض باستغلال التكنولوجیا والذكاء الاصطناعي.
وتشير الجمعية الى ان مرض السمنة أصبح منتشراً بشكل كبير في العالم و أصبح مشكلة صحية حقيقية ليس فقط على صحة المواطن نظرا لمخلفاتها المتعددة بل لأنها سبب رئيسي لتفشي أمراض مصاحبة لها مبينة أن تونس ليست بمنآى عن هذه الآفة حيث تضاعف عدد المصابين بمرض السمنة في السنوات الأخيرة خاصة إذا قارنا بين سنة 1975 إذ كانت النسبة 14 بالمئة وآخر ما توفر من احصائيات سنة 2016 بلغت هذه النسبة 26،6 بالمئة.

وكشف الطبيب المنسق بمركز جراحات السمنة والسكري بتونس وعضو المكتب التنفيذي للجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة بشير بالراضية أن المؤسسات العلمية العالمية توقعت في الخصوص أن تبلغ نسبة المصابين بالسمنة سنة 2030 حوالي 36% وفي سنة 2035 ستكون 46% أي بمعدل زيادة 2.5% سنويا داعيا إلى ضرورة إيجاد حلول لمرضى السمنة لما له من تداعيات سلبية على أجزاء مختلفة من الجسم .

من جهتها تعتبر منظمة الصحة العالمية أن السمنة اتخذت أبعاداً وبائية في جميع أنحاء العالم، حيث باتت تقف هي وفرط الوزن، وراء وفاة ما لا يقل عن 2.8 مليون نسمة كل عام و ارتفاع تكاليف العلاج خاصة في مرحلة السمنة المرضية و التي ينتج عليها الإصابة بعدة أمراض أيضية أهمها السكري نوع 2 و أمراض القلب و الشرايين و انقطاع التنفس أثناء النوم و ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى وصعوبات الحمل والإنجاب ومشاكل النوم والشخير والتهاب المرارة ، وحتى بعض أنواع السرطان بالإضافة إلى تأثيرها الخطير على الصحة النفسية.

وحسب الدراسات العلمية للمنظمة العالمية لجراحة السمنة فإن مرض السمنة يمكن أن يرتبط بأكثر من 200 مرض . كما حذر الاتحاد العالمي للسمنة من أنه قد يمكن أن نجبر على إنفاق 1.2 تريليون دولار سنوياً اعتباراً من عام 2025 بسبب المشاكل الصحية التي تسببها السمنة المفرطة .

أشار دكتور بشير بالراضية إلى أن العلاج الطبي لمرض السمنة ما يزال غير متوفر في تونس كما هو الشأن في عدة دول أخرى وهو ما يدفع بالمريض إلى اختيار الحل الجراحي أو الاكتفاء بالمتابعة لدى مختص في التغذية.

وأضاف أن الصناديق الاجتماعية لا تغطي تكاليف علاج هذا المرض رغم خطورته لأن المنظومة الصحية التونسية لا تعترف بالسمنة كمرض أساسا بل يتم التعامل معه على أنه نمط حياة .

وأشار إلى ارتفاع نسبة الوفيات خلال جائحة كورونا بسبب مرض السمنة وما يصاحب من أمراض أخرى.

وطالب أصحاب القرار بضرورة الإعتراف بالسمنة كمرض وتمتيع المريض بالتغطية العلاجية الضرورية وهو ما من شأنه أن يقلص كلفة علاج أمراض أخرى ذات علاقة به خاصة وأن أغلب المرضى غير قادرين على الحلول الجراحية ماديا وبدنيا.

Afficher plus

Articles similaires

Bouton retour en haut de la page