فمّا لحظات، وقت قلبك يشوف الصورة قبل عينك

فمّا لحظات، وقت قلبك يشوف الصورة قبل عينك…
وقت تتحط في موقف وتحسّ إنك واقف قدّام مسؤلية،
مش مجرّد لقطة.
أنا نحكيلكم اليوم على صورة،
ربحت عام World Press Photo 2011 Winners.
صورة عملتها مصوّرة من جنوب إفريقيا: جودي بيبر.
الصورة هاذي طلعت في غلاف مجلة TIME…
فيها طفلة أفغانية اسمها بيبي آيشة.
Bibi Aisha, an 18-year-old.
متستنوش الصورة.
ليلي يسمعوا فينا هاني بش نعطيكم الصورة الأذاعية،
كما الناس لي يتفرجوا فينا تو.
الصورة خايبة،
وجهها مش كامل…
خشمها مقصوص…
ووذنيها زادة.
ماهيش فوتوشوب،
وموش ماكياج سينمائي،
ومش ginrated بل ai.
هاذي حقيقة مرأة،
حكموا عليها طالبان،
وقرّروا يقسولها شئ من الجمال.
تعاقبت على خاطر هربت من تعنيف،
هربت من رجلها.
أوّل ردّة فعل كي تشوف الصورة؟
تحطّ يدك على خشمك…
وتتأكّد إنّو مازال في بلاصتو ولا لا.
الصورة هاذي ما هيش ساهلة.
ما تعطيكش فرصة تبقى محايد.
تحطّك قدّام الحقيقة كيما هي…
خايبة، صادمة،
لاكن هذا واقع ناس تعيش فيه وتتعرضلو كل يوم.
وهنا، نرجع نسأل:
شنوّة دور المصوّر؟
باش يهزّ كاميراه ويوثق الحاجة هذي،
ويشوف مشهد كيف هكا و يوريه للعالم؟
ولا باش يكشف الغير مرئي؟
ولا يعطي صوت للّي ما عندوش صوت؟
جودي بيبر في العادة،
تصوّر الناس في محيطهم،
وسط حاجاتهم اليومية،
وسط حكاياتهم…
لكن الصورة هاذي؟
تخاطبك.
تطالبك.
تحاسِبك.
ناس قارنوا الصورة بصورة أخرى قديمة…
نتذكرو الطفلة الافغانية شاربات جولا متاع ستيف ماكوري؟
سنة 1984، غطّت غلاف نتيونل جوغرافيك.
نفس الوقفة،
نفس الوجيعة في العينين.
الصورة هاذي ولّت أشهر صورة فوتوغرافية في العالم…
تعلّقت في المتاحف،
تدرّست في الجامعات،
تحوّلت لأيقونة.
أما تعرف؟
شاربات غولا،
عاشت كل عمرها في الفقر… في الخفاء…
ما تغيّرتش حياتها،
ما خذاتش فرصة جديدة.
الصورة شهرت المصوّر،
شهّرت المجلة…
أما ما عطاتهاش حتى أمل.
سنين تعدو من غير تغيير.
هل التصوير قاعد يعيد في نفس الصورة؟
نفس الوجيعة؟
ولا التصوير هو اللي يخلينا ما ننساوش؟
يذكّرنا إنو فمّا ناس تعيش هالحياة يوميًا؟
لا يسدي،
بيبي آيشة في أمريكا عملت عمليات تجميل.
حياتها تغيّرت.
وكلّو بفضل صورة.
صورة…
خلات العالم يتحرّك،
وقت المصوّرة جودي بيبر،
صورة ما كانتش مجرّد لقطة.
كانت باب مفتوح على حياة جديدة.
نقلت عيشة من العذاب للسلام،
من أفغانستان لأمريكا،
من وجه ممزّق…
لحلم يرجع يتجمّع بشوية بشوية.
هذيك قوة الصور:
مرات، صورة تعري الواقع.
ومرات، صورة تبني مستقبل.
وهنا، نحكي للشباب، للمصوّرين، للمجتهدين:
راكم ما تصوّروش كان وجوه…
راكم توثّقو أمل للناس.
كلّ لقطة تقدر تغيّر حياة…
تفضح ظلم،
تداوي وجيعة،
توقظ ضمير.
الصورة ما هيش ديما فن…
أحيانًا، الصورة تكون وعد…
وعد بحياة أخرى،
وعد بالبداية من جديد.
الصورة، مش نهاية الحكاية…
الصورة هي البداية.
وفي النهاية، تعمدت نقول « عام » مش « سنة »
خاطر « السنة » قد تستخدم للإشارة إلى الشدائد والمحن،
بينما « العام » قد يستخدم لرخاء واليسر.