National

احتجاج أمام سفارة إسبانيا ومطالب بإنقاذ المهاجرين التونسيين الموقوفين بمليلة من خطر فيروس كورونا

احتج عدد من أهالي المهاجرين التونسيين الموقوفين بمركز مليلة لايواء الأجانب الخاضع لسلطات إسبانيا، صباح اليوم الجمعة، أمام سفارة إسبانيا بتونس، بسبب تدهور ظروف احتجازهم، معربين عن خشيتهم من إصابتهم بفيروس كورونا في ظل انتشار الوباء وسط بعض المهاجرين.
ورفعت بعض أمهات المهاجرين التونسيين غير النظاميين الموقوفين بمركز مليلة، وسط حضور وسائل الإعلام وانتشار رجال الشرطة بمحيط السفارة، لافتات تطالبن فيها بإنهاء احتجاز هؤلاء المهاجرين في « ظروف مهينة »، ودعون الرئيس التونسي قيس سعيد إلى التدخل في هذا الملف ومطالبة السلطات الإسبانية بالسماح لأبنائهن بالعبور إلى إسبانيا.
وبينما انتشرت الحواجز الحديدية لقطع الطريق المؤدية إلى سفارة الإسبانية، تجمع المحتجون القادمون من مناطق مختلفة للتعبير عن غضبهم من سوء المعاملة التي يتعرض لها أبناؤهم، وعلا صوت حسين أحد الأولياء، من بينهم، داعيا السلطات التونسية لحماية هؤلاء المهاجرين من « الانتهاكات المرتبكة »، كاشفا أن ابنه تعرض منذ أسبوع للاعتقال والاعتداء من قبل الشرطة الإسبانية رفقة 80 شخص آخر احتجوا على سوء معاملتهم بمركز مليلة لإيواء الأجانب.
ويقول « لقد انقطع تواصلي مع ابني منذ أسبوع بسبب اعتقاله من قبل الشرطة الإسبانية رفقة 80 مهاجرا تونسيا جراء دفاعهم عن حقهم في الحصول على معاملة تليق بكرامة الإنسان.
إنهم يعاملونهم كحيوانات دون توفير أبسط شروط حفظ الصحة أو الرعاية الطبية رغم انتشار فيروس كورونا بينهم ».
وغير بعيد عن حسين، وقفت الأم المكلومة صليحة، منهكة ومنهارة وسط المحتجين، تصرخ بعبارات تعكس أوجاعها وهمومها جراء فراق ابنها الصغير أيوب (26 عاما) الذي هاجر، حسب قولها، مضطرا بسبب انعدام فرص العمل وتفاقم المحسوبية باحثا عن حياة أفضل تحفظ كرامته، وزج به منذ أكثر من سنة بمركز مليلة لايواء الأجانب وسط « ظروف قاسية أنهكت جسده الضعيف وطمست بريق شبابه »، مطالبة بدورها بتدخل رئيس الجمهورية العاجل لإيجاد مخرج لهؤلاء المهاجرين.
ويأتي تنظيم هذا التحرك أمام سفارة إسبانيا بتونس، حسب رمضان بن عمر، الناطق باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وهي منظمة غير حكومية دعت إلى هذا الاحتجاج، لدق ناقوس الخطر بشأن تدهور الأوضاع الصحية التي يعاني منها المهاجرين خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا.
وأكد في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) أن المهاجرين التونسيين غير النظاميين « يعانون من سوء معاملة وتمييز عنصري » بمركز مليلة لإيواء الأجانب الخاضع لسلطات إسبانيا لاسيما بعد تسرب فيروس كورونا بين بعض المهاجرين الذين يبلغ عددهم أكثر من 1500 مهاجر بينهم 800 مهاجر تونسي.
وأشار إلى أن عدد المهاجرين الموقوفين بهذا المركز يفوق طاقة استيعابه بضعفين، معربا عن خشيته من أن يسبب تردي الخدمات الصحية وظروف الإيواء في مضاعفات خطيرة خاصة على صحة المهاجرين غير النظاميين الذين يعانون من أمراض مزمنة.
ودعا بن عمر السلطات الإسبانية إلى احترام معاملة المهاجرين وفق ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية، مطالبا إياها بالكف عن معاملة المهاجرين التونسيين بمعاملة تمييزية باعتبار أنها « سمحت لعدد من المهاجرين من جنسيات أخرى بالعبور إلى أراضيها بينما انتهجت سلوكا متشددا ضد التونسيين ».
وأرجع ذلك إلى ما اعتبره سعيا محموما من قبل السلطات الإسبانية لابتزاز السلطات التونسية لتوقيع اتفاقية بشأن الهجرة غير النظامية يتم بمقتضاها ترحيل المهاجرين التونسيين قسرا، على غرار ما انتهجته سابقا السلطات الإيطالية والتي قال إنها تقوم سنويا بترحيل الآلاف من المهاجرين التونسيين غير النظاميين.

Afficher plus

Articles similaires

Bouton retour en haut de la page