بنزرت تحتفي بإرثها الثقافي: “رحلة أجيال” تفتتح الدورة 42 من مهرجان بنزرت الدولي

المخرج فارس الشيخ، رفقة الفنان يسري مقداد صاحب الفكرة، قادا فريقا متنوعا ضم مشاركين من مختلف معتمديات الولاية، لصياغة عرض بصري وموسيقي يربط بين محطات من الذاكرة المحلية وامتداداتها في الحاضر.
من المسرح إلى الذاكرة العرض انطلق بصورة أرشيفية للمدينة في خمسينات القرن الماضي، رافقتها موسيقى داخلية وصوت راوي يفتح أبواب الحنين.
هذا المدخل البصري كان تمهيدا لحكاية تتقاطع فيها شخصيات من أزمنة مختلفة أبرزها فنان مسن يرمز إلى الجيل المؤسس، وطفل يمثل الحلم المتجدد.
الركح استقبل أصواتا تنقلت بين المالوف والطرب الصوفي، فيما تفاعل الجمهور مع المشاهد المسرحية واللوحات الراقصة التي جمعت الطابع الفرجوي بالحس التأملي.
أبرز اللحظات تمثلت في مشاركة رموز المالوف، الذي شكل حضورها تأكيدا على رمزية استمرارية التقاليد، إلى جانب الحضور الشبابي ما منح العرض بعدا بين الأجيال.
عرض رحلة الأجيال هو رسالة ثقافية مكتملة الأركان: عن بنزرت التي لا تنسى عن ذاكرة حية تعيد تقديم نفسها من خلال الفن.
من خلال فكرة “رحلة أجيال”، بدا العرض كأنه جسر فني يمتد من أسماء رسخت الأغنية التونسية في وجدان الناس، وصولا إلى أصوات شابة تشق طريقها بثقة، حاملة نفس الشغف و الرسالة.
بانطلاقة من هذا النوع، تبدو الدورة 42 لمهرجان بنزرت الدولي مصممة على أن تكرس موقعها كتظاهرة فنية جامعة لا تنسى جذورها وتؤمن بأن المستقبل لا يبنى إلا بالعودة الصادقة إلى الذاكرة.
-عواطف العوني