
شهدت سواحل قصيبة المديوني من ولاية المنستير، خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 23 جوان 2025، تقلّصًا ملحوظًا في مساحة ازدهار الطحالب البحرية(HAB)، حيث انخفضت من 2.5 كلم² إلى 0.9 كلم²، أي بتراجع تجاوز 64% في ظرف خمسة أيام فقط.
وفي هذا السياق، قال المهندس البيئي والخبير في الشأن المناخي حمدي واكد إن هذا التراجع لا يُعتبر صدفة، بل يُعزى إلى جملة من العوامل البيئية المتداخلة التي ساهمت في الحد من تفاقم الظاهرة.
وكشف حمدي في تدوينة على حسابه الرسمي « فيسبوك »، أن تحسّن حركة التيارات البحرية في الجهة لعب دورًا أساسيًا في تفتيت كتل الطحالب ومنع تراكمها، إلى جانب تسجيل زيادة نسبية في نسبة الأوكسجين الذائب نتيجة تحسّن التهوية الطبيعية للمياه السطحية، فضلًا عن استقرار درجات حرارة الطبقة العليا من البحر، وهو ما ساهم في كبح الظروف الملائمة لنمو الطحالب السامة.
وأوضح الخبير البيئي أن الأهم من تقلّص المساحة، هو ظهور مؤشرات على عودة مؤقتة لتوازن إيكولوجي هشّ، مما يعكس إمكانية تحسّن نسبي للمنظومة البيئية في المنطقة.
لكنه حذّرفي المقابل من الإفراط في التفاؤل، مشيرًا إلى أن الوضع البيئي في سواحل المنستير يبقى دقيقًا ويستوجب مراقبة علمية متواصلة، خصوصًا في ظل غياب المعالجة الجذرية لمصادر التلوّث المتعددة من صرف منزلي وزراعي وصناعي، والتي تبقى السبب الرئيسي في ظهور الطحالب الضارة.
وختم قائلاً: « في غياب حلول حقيقية، فإن هذه الازدهارات لن تختفي، بل ستعود… وبقوة أكبر« .