مدنين وتطاوين: نحو تحويل محطتي معالجة مياه الصرف الصحي إلى محطات ثلاثية في تنقية المياه
نحو تعزيز استعمال المياه المعالجة في الري ومجابهة ندرة المياه في تونس
لا يزال استخدام المياه المعالجة في الري بتونس أقل من التطلعات، رغم ما تمثّله من حلّ واعد في ظل تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية وندرة المياه. وتعمل وزارة البيئة حاليًا على تطوير محطات معالجة مياه الصرف الصحي لتصبح ذات نظام ثلاثي المعالجة، كما هو الحال في ولايتي مدنين وتطاوين، بعدما كانت تعتمد في الغالب على معالجتين فقط. وذكر الباحث محمد وسار، من مخبر علوم الصحراء والتصحر بـمعهد المناطق القاحلة بمدنين، أنّ ولاية قفصة دخلت مؤخرًا في تجربة نموذجية للمعالجة الثلاثية.
وأوضح وسار، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنّ المعالجة على ثلاث مراحل تُتيح استخدام المياه المعالجة بشكل أكثر أمانًا، حتى في الشرب، كما هو معمول به في العديد من الدول. وأكّد أن المعهد يعمل بالتعاون مع مختلف المصالح الجهوية للفلاحة والبيئة من أجل بلورة حلول عملية لمواجهة تحديات التغير المناخي.
وأضاف أن أحد التحديات الرئيسية هو تغيير النظرة السلبية تجاه المياه المعالجة، مشيرًا إلى ضرورة توجيه استخدامها لري بعض الزراعات مثل الأشجار المثمرة، خاصة إذا كانت المعالجة متقدّمة، أي ثلاثية، لتُصبح المياه آمنة وفعالة.
كما تطرّق إلى جهود وزارة الفلاحة والموارد المائية، التي أطلقت استراتيجية وطنية للحفاظ على التربة وتعبئة الموارد المائية. وتشمل هذه الاستراتيجية آبار الشحن التي تُنجز في الأودية، وتساهم في ترشيح المياه وتسريع تغذية الموائد الجوفية عبر تحويل مياه السطح إلى باطن الأرض. وأكد على أن هذه الآبار منتشرة في الجنوب والوسط التونسي وتُعدّ من بين الحلول المبتكرة لمجابهة التغيرات المناخية.
