ثمّة صور… ما تموتش. ثمّة لحظات، في كادر متع كاميرا، أقوى من الرصاص، ومن الخطاب السياسي، ومن الصمت.

ثمّة صور… ما تموتش.
ثمّة لحظات، في كادر متع كاميرا، أقوى من الرصاص، ومن الخطاب السياسي، ومن الصمت.
اليوم، نحكيو على صورة كانت خطاب سياسي… صورة طفل اسمو محمد الدرة.
كان نهار 30 سبتمبر 2000، في دير البلح، غزّة… ثاني نهار من انتفاضة الأقصى.
الشوارع تغلي، كرطوش و الحجر ضد نار متع الدبابات،
والصوت الوحيد اللي يعلى فوق كل شيء: « الله أكبر ».
في الزنقة، ورا برميل، كان جمال الدرة، يحاول يحمي ولدو محمد…
عمره 12 سنة، وجهو مصدوم، خايف، صوته يقطع في القلب:
»بابا… خليني… راهم يضربو علينا. »
المصور الفرنسي شارل إندرلان، مراسل قناة فرنسا 2، كان حاضر،
يصور لحظة ما تنساهاش البشرية.
الباب يلوّح بإيديه، يطلب من الجنود يوقفو الضرب.
الرصاص ما رحمش، الغبرة تعلى، الصوت يختفي…
وفجأة… محمد يسكت.
رأسه يطيح على ساق بوه… ساكت، هارب في صمته.
59 ثانية بثّ مباشر، غيّرو كل شيء.
فيهم صورة، فيهم دمعة، فيهم جريمة… والعالم الكل يتفرّج.
الصحافة الفرنسية قالت إنو محمد قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي.
إسرائيل في الأول اعتذرت… وبعد، بدّلت الحكاية:
قالو « ما نعرفوش شكون ضرب، يمكن الفلسطينيين ».
وجات شكوك، وتحقيقات، وقضايا…
وقالو برشا حاجات: « تمثيل »، « تضليل »، « فبركة »…
لكن حتى حد ما نجم يمحي لحظة خوف الطفل،
ولا بكاء الأب، ولا وجيعة الأم.
صورة محمد، ورا برميل الموت، ولّت راية…
رمز الغضب، رمز الظلم، رمز البراءة المذبوحة في وضح النهار.
اليوم، الصورة مازالت حيّة،
تحكي باسم أطفال ما عندهم صوت،
وتسألنا:
»شكون قتل محمد؟ »
لكن، زادة:
»علاش ساكتين؟ »
والي ريناه:
جندي شاد سلاح مشبر في طفل لاسق بوه
ويتقتل بجنب بوه
اللحم لاسق لحم
و تم فوراق روح.
مشهد مكانش سينما والا فيلم العراب.